13‏/03‏/2011

مستشفى روصو .. .مركز صحي على حافة الإفلاس

واجهة المستشفى (تصويرلكوارب)

لم تشفع للمستشفى الجهوي في روصو أهميته الكبيرة، وكونه القبلة الأولى للآلاف من أبناء الولاية، في أن يجد الرعاية المطلوبة وتوفر له التجهيزات اللازمة التي يحتاجها من طرف السلطات الرسمية،  والتي ما فتئت تؤكد بين الفينة والأخرى أنها تسعى إلى خدمة المواطن والسهر على رعايته.

لم يسلم مستشفى روصو من عواصف السياسية ومتطلباتها، فأعلنته السلطات الرسمية في زيارة قام بها ذات مساء رئيس المجلس الأعلى للدولة حينها رئيس الجمهورية الحالي محمد ولد عبد العزيز، عن تحويل مستشفى روصو إلى مركز استطباب وطني، دون أن تضع في الحسبان متطلبات ذلك الإجراء الهام.

وهكذا إذا بدا جليا أن مستشفى روصو تحول بجرة قلم إلى مركز استطباب وطني، ولكن على الورق فقط، فالمعلومات التي حصلت عليها مدونة لكوارب، تؤكد ذلك، فالمستشفى حسب هذه المعلومات المستقاة من مصادر صحية عليمة على اطلاع تام بما يجري في مستشفى روصو على أرض الواقع، ومركز استطبابها على الورق وفي مخيلة سلطات البلد الرسمية.


غياب الكادر الطبي ضاعف المعاناة...


غرفة بدون جراح
وتكشف المعطيات على أرض الواقع واقعا بعيدا عن تلك الحقيقة التي يتجدث عنها الكثير من مسؤولي الصحة في البلد سواء من حيث عدد الأخصائيين الموجودين في المركز أو من حيث وسائل العمل التي تتواضع بشكل متواصل كل يوم
وبحسب مصادر خاصة لمدونة لكوارب
-         فلاوجود لجراح مطلقا، باستثناء الطبيبة المتخصصة في أمراض النساء.
-         لاوجود لطبيب عيون.
-         لايوجد سوى مخدر واحد في مستشفى أعلن رسميا عن تحويله إلى مركز استطباب جهوي.
-         لاتوجد بالمركز سوى سيارة إسعاف واحدة تقادم عليها الزمن ولم يعد المواطن يأمن بوائقها.

 مظاهر فساد وفوضى لاتخفى ..


دورة مياه خاصة بأحد الأطباء (تصوير لكوارب)
لاتخطئ العين وجود بؤر فساد في أنحاء المستشفى الجهوي في روصو، ومن بينها أن غرفة طب الأسنان تفرض على المتعالجين فيها دفع مبالغ مالية مقابل علاج أسنانهم، وتختلف هذه المبالغ حسب نوعية العلاج، دون تسليم أوصال تسجيل تؤكد أن هذه المبالغ ذهبت إلى خزينة الدولة، بالإضافة إلى غياب أوصال الدخول للمواطنين الذين دفعوا مبالغ مالية مقابل ذلك.

وفي غرفة طب الأسنان يوجد مقعد واحد، مع أن عدد أطباء الأسنان في المستشفى "خمسة أفراد".
بعض رواد غرفة الأسنان شكا لمدونة لكوارب، من كون بعض الأطباء يحيلونهم إلى عيادة خاصة بالقرب من المستشفى، على حد تعبير أحد المرضى.
و في قسم الحالات المستعجلة، تسود الفوضى مع ضعف حاد في خبرة المداومين، ولذلك يؤكد أحد أطر قطاع الصحة في الولاية، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن المستشفى الجهوي لايوفر الحد الأدنى المطلوب من الخدمات، ويضيف المتحدث لكن الخدمات المتبقية " متدهورة إلى أدنى مستوى".

ويعاني مرضى الكسور من رداءة الخدمات، حيث فشل المستشفى في تقديم أبسط الخدمات لهؤلاء، وعاينت المدونة حالة الطفل (ي،م)، والأستاذ (م،م)، وقد بادر الأخير بعد أسبوع من المعاناة جراء إصابة رجله، إلى انواكشوط، وقد أخبره الأطباء هناك بأنه لو كان تأخر أسبوعا آخر لكلفه ذلك فقدان رجله.
وقد أعيدت عمليات الكسور لعشرات الأطفال والمراهقين حينما وصلوا إلى نواكشوط، بداعي فشل العملية الأولى.

وفي قسم الولادات تسببت الأخطاء الفادحة في الكثير من التجاوزات المؤثرة للغاية، فالسيدة (م،أ)، التي كانت تتابع في القسم، تم إخبارها مرارا من طرف القائمات عليه أنها لم يحن موعد ولادتها، لدرجة أن جنينها مات في بطنها، ولم يقبل الأطباء رفعها للعلاج في نواكشوط وهو ما اضطر ذويها إلى سحبها على حين غفلة من أطباء المستشفى أملا في انقاذ حياتها.

سيدة أخرى قضت ستة أشهر على فراش المرض في العاصمة نواكشوط، بعد أن ساءت حالتها الصحية، وهو ما ترجعه إلى تهاون معالجيها بسبب خلافها معهم.
وفي مشهد آخر لايقل ادراماتيكية عاينت المدونة حالة انفجار الزائدة الدودية لأحد المرضى، بعد امتناع أحد معالجيه من رفعه إلى العاصمة، بدعوى أن وضعيته مستقرة وليست مستعجلة.


موت سريري ..

المركز الصحي المجاور للمستشفى ليس أحسن حالا منه، فهو في حالة موت سريري، والمواطنون يهربون منه إلى المستشفى بحثا عن خدمة ملاءمة.
ويعزف كثير من المواطنين عن التداوي فيهما الاثنين، نظرا لضعف ورداءة نوعية الخدمة.

صيدلية المستشفى..

بعض العاملات في صيدلية المستشفى يبعن الدواء بأسعار تزيد على السعر المحدد، ويسجلونها في دفتر التأمين الصحي بأسعار أخفض (مدونة لكوارب عاينت هذه الحالة)، وأكدت مصادر عليمة أن إحدى العاملات في الصيدلية لاتتقن قراءة الوصفات الطبية.

سير إلى الخلف ..

وبالمقارنة بين الفترة الحالية وما قبل عشرين سنة  من الآن، يلاحظ أنه لم يحدث أي تطور أو تحسن للخدمات، بل سير إلى الوراء وتراجع حاد.



ويمكن القول إن المركز شهد مايسمى (هجرة عقول)، ففي فترة التسعينيات كان المستشفى يضم طاقما من الدكاترة ذوي الكفاءات العالية من أمثال: الدكتور نذير ولد حامدن، د- حماه الله ولد محمد، د- حرمه ولد الزين، وقبل أقل من سنة تم تحويل الجراح الوحيد في المستشفى الدكتور البخاري، ود- محمدن ولد بزيد، أخصائي أمراض الأطفال، وحسب تعبير أحد الأطباء العارفين بخفايا المستشفى لاينقص المركز عن الإفلاس التام الذي هو على حافته إلا تحويل مديره العام الدكتور محمد محمود ولد عبدو، الذي يرون أنه جمع المهنية والاخلاق، بالإضافة إلى كل من د- فاطمة بنت حبيب، أخصائية أمراض النساء، و"اسغير" المواظب على آداء مهنته.

وقد أثبتنا الشهادة الأخيرة، لنحفظ للناس جهدهم وعملهم المتميز،وهي الإشادة التي تتردد على أكثر من لسان في المستشفى الجهوي في روصو ..مستشفى على حافة الانهيار
أغنام تعبث بحديقة المستشفى (تصوير لكوارب)


مأوى لذوي المرضى يتحول إلى مكب للنفايات (تصوير لكوارب)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق