23‏/05‏/2011

إلى منبطحي الإضراب في ظل الثورات

الأستاذ محمدن ولد حمنيه (لكوارب ـ أرشيف)
مع بزوغ فجر الثورات العربية التي انتشرت بسرعة البرق انتشار النار في الهشيم مطلع العام 2011 شهدت المنطقة العربية رياحا عاصفة هزت عروش الظالمين هزا و أحالتهم هشيما محتظرا تذروه الرياح و كان الله على كل شيء مقتدرا، الضربة الأولى نقلت زين العابدين من زينة الدنيا و زخرفها إلى سجن الوحدة الضيق و الغربة القاتلة و توالت الضربات مطيحة بمبارك و مزلزلة عرش القذافي و مغرقة الأسد و صالح في بحر لجي من دماء شعبيهما، و تحركت الشعوب العربية في المغرب والجزائر و الأردن وموريتاني، ذلك أن الثورات العربية ضخت دماء جديدة في شرايين الشعوب وحررت الجميع من الانبطاح والتملق والخوف والاستكانة واكتسب الجميع حصانة ضد الخوف والطمع والضغط والتهديد فأصبح المهددون و المتوعدون و الضاغطون
كناطح صخرة يوما ليوهنها         فلم يَضِرْها و أوهى قرنه الوعل

و هو ضغط لم يؤثر بطبيعة الحال على الأساتذة المضربين لكنه أثر على أولئك المستسلمين أو المنبطحين في ظل الثورات أولئك الأساتذة الذين فاتهم قطار الإضرابات بحجة أن بيوتهم عورة و ما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا، و تخطاهم الواقع و تجاوزتهم الثورات حتى كادت الآية تتنزل على واقعهم (ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة و ما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل)  والغريب في هذا الأمر أنه من بين هؤلاء الأساتذة عجزا مخضرمين انحنت ظهورهم واتسعت مساحة التجاعيد في وجوههم وعجزت الركب عن حملهم وتلاشت أجسادهم وعاشوا الحياة بمختلف أدوارها ووصلوا أرذل العمر في التعليم لكي لا يعلموا من بعد علم شيئا، ودون أن ينالوا حقا من حقوقهم، ورغم ذلك يشكلون عقبة كأداء في وجه إضراب يريد لهم الخير والحياة التي حرموها فترات طويلة من الزمن، لكني ألتمس العذر لهؤلاء فالظرف المادي الصعب والصغار المتضاغون وغياب القانون في تعاطي الوزارة مع المضربين وعجزهم عن إدارة أعمال جديدة تشفع لهؤلاء، لكن ما الذي يشفع لشباب قوي البنية كامل الجسد يحني هامته لمدير يتخذ من ظهره مطية يركبها حيث يشاء، ألا يخجل هؤلاء من صرف نعم أنعم الله بها عليهم في التملق والرضوخ والاستكانة؟ ألا يعلم هؤلاء أن المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف؟ أم أن قيم الإسلام و مبادئه و حماسة الشباب الخير غابت لدى هذه الطغم؟، ولقد أدمن هؤلاء الانبطاح حتى تعودوه في كل صغير وكبير وكل أمر مستطر، فهم منبطحون في مجتمعاتهم منبطحون في أسرهم و أمام طلابهم و تحت أرجل مديريهم، منبطحون في حلهم وترحالهم، وسيأتي ذلك اليوم الذي يندم فيه هؤلاء على هذا الانبطاح واتخاذه عادة لا مدخل منها ولا مخرج، والمهين أن الدماء الثورية التي ضخت في شرايين الشعوب العربية لم تمنح هؤلاء حصانة ضد الخنوع والاستكانة بل أشعلت نار الطمع في قلوبهم وأججت الخوف في صدورهم وحولتهم إلى مخبرين سريين و جهريين لإدارة لم تقدم لهم أكثر من ابتسامة صفراء تخفي في ثناياها الكثير من الاحتقار لهم، و كم يكره هؤلاء الإضراب لكشفه المستور وإظهاره سوآتهم إلى العلن، فمثابته على غير المضربين بمثابة النفير في سبيل الله على عتات المنافقين، أرجو الله أن يهديهم سبل الرشاد إذ لو علم هؤلاء ما في الإضراب من راحة لجالدونا عليها بالسيوف، لكن أنى لهم العلم بذلك وهم أذلة صاغرون امتثلوا غض البصر في الإضراب خوفا من الناس لا من الله، رغم أني أقدر لبعضهم أنه اجتهد فأخطأ و إن كان بعض الفطاحلة من المضربين أكد أنه لا مساغ للاجتهاد في مورد النص و أن لا معنى لاحتجاج إبليس حينما أمر بالسجود لآدم، وكم هو مشرف أن نرى المضرب يمشي الهوينا وكأنه المراد بقوله تعالى: ( و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) كما أنهم قادرون على سلق غيرهم بألسنة حداد أحوجوهم لذلك أم لم يحوجوهم إليه، و سنظل نجالد الجميع شاء من شاء و أبى من أبى حتى نحقق النصر أو نموت دونه مستصحبين مقولة المجاهد عمر المختار: (نحن قوم لا نستسلم نموت أو ننتصر)
إضرابنا حق لنا         و نحن فيه سائرون
إما اعتصام ههنا       أو اعتصام في السجون


الأستاذ: محمدن ولد حمنيه
أستاذ بإعدادية روصو2

هناك 10 تعليقات:

  1. بي بيك محرك لقد بعثت فينا روح النضال وجعلتنا نحس بانا رجالا لا كالرجال و اسودالا كالاسود لاننا هرمنا من هذه اللحظة التي طالما انتظرناهاوهي لحظة الاضراب حين نفقد رؤية الادارة وصفاقتها والمنبطحين واحاديثهم الماسخه

    ردحذف
  2. انت معدل عنها فتنة اتكايس اشوي هو ذا الااضراب ومشرع امل ... ماكبر عندك ذي ارواية ..

    ردحذف
  3. محمدن مسعر حرب لو كان له أحد الا ماش يخبط الكدام حد اتم يتكايس اشوي الا عاد كاد

    ردحذف
  4. محمدانت قس ابن ساعدة الأيادي يغير نحن اندوروك اتعدلن مقا لات عن التاريخ لامتحان اكريب

    ردحذف
  5. ابرا هيم\محمد25 مايو 2011 في 8:57 م

    عاشت امثالك يااستاذ

    ردحذف
  6. حفظك الله لقد رفعت رؤوسنا في كل جلسة

    ردحذف
  7. مر مر مر مر

    ردحذف
  8. هذا زين حت وامونك عند البحشيش واحلى كاع من لكباش لمشوي

    ردحذف
  9. تلميذك يقول\بارك الله فيك ياأستاذي العزيزونفعن الله من علمك

    ردحذف
  10. لقدبرهنت انك الوحيد القادر علي الوقوف في وجه كل ال عراقيل سر ونحن معك
    بلا دي وان جارت علي عزيزة واهلي وان ظنو علي كرام

    ردحذف